الصفحة الرئيسية / كتابات / مقالات / أهازيج صوفية / مشروع «أهازيج صوفية»
كان المتعبد الأول مولعاً بذكر الله. فلم يكن اسمه العظيم حكراً على المساجد، وإنما كان معنى يعيش به، يرسمه، يخطه، يحلله إلى قواعد ونظريات رياضية وفزيائية وكونية.
كان يعيش وحدانيته في كل مرافق حياته، ويعود إليه دائماً الواحد الأحد.
وفي عشقه عز وجل، كان يدور ويدور. ينتشي بشعور خارق يتجاوز الوصف والكلمات والمعاني، ولكنه مع ذلك حاول كتابه. حاول نظمه، فأغدق علينا بقصائد العشق الإلهي. قصائد تدمع لها العيون، لأن أرواح من كتبوها لا تزال خالدة في حروفها وقوافيها.
وعندما وصلتنا اليوم، في عصر الإبداع والتطور، استشعر عمقها الكثير من الفنانين والمغنين، فاعدوا صناعة اللحظة، بخضوعها وعمقها واتصالها.
أحببت أغانيهم العميقة، وأنقذتني من نفسي في أحيان كثيرة، ومن بطش الواقع وظلمه في أحيان أكثر.
لذا قررت خلق هذه المساحة للحديث عنهم. أولئك المتعبدين الأوائل، وعن أولئك الذين استشعروا عظيم شعرهم، وتغنوا به في هوى المحبوب، الواحد الأحد.
يسعدني ويشرفني ويؤنسني، أن أعلن اليوم الخميس الـ9 من يناير 2025، إطلاق مشروع «أهازيج صوفية».
وبهذه المناسبة، قد نظمت أول قصيدة في وصفهم. أولئك المتعبدين الأوائل:
ولّما فاض المعنى من كأسه، وضاقت عليه أنفاسه،
صاح الذاكر، صياحٌ وكأنه النواح: يا الله!
فإذا بالنور يغمر قلبه، وإذا بالسكينة تفيض جناحه،
حلّق في سماوات الحب، وذاق من القرب أعذب أفراحه.
يا الله، إذا حضر ذكرك، ارتجف المحب، وخفق فؤاده،
كأن الكون بأسره أنصت له، وكأن الروح تاهت في ودادك،
يبكي، ولا يدري أهي دموع خشية، أم طرب من ندائك،
فالحب لك سرٌ لا يُفسَّر، وكل جمالٍ يشدو بجلالك.
يقف بين يديك مُنكسرًا، لكنه في حبك منتصراً،
فما له سوى رضاك غاية، وما لروحه سوى ذكرك ملجئاً.
فما الحياة إلا عشقٌ لذكرك، وما الأمل إلا في رضاك صلاح.
يا الله، حبك شفاء القلب، وقربك أسمى ارتياح!
اللهم إجعلنا منهم (آمين)
أحدث التعليقات