حفصة حريقة

كاتبة ومترجمة

 

الولادة والطفولة:

قبل شهور قليلة من الغزو العراقي للكويت، ولدتُ في الرياض (المملكة العربية السعودية) في 25 فبراير 1990 لأبوين تونسيين. ولدتُ مع سقوط آخر أوهام العروبة. كما شهدت طفولتي محطات كثيرة وتغيرات أكثر لم أشهدها أنا وحدي بل منطقتنا أجمع.

أسئلة شتى حملها رأسي الصغير الذي لم يجد له من ملجأ إلا الكتاب في وقت لم تغزونا فيه الإنترنت بعد. كان الكتاب رفيقي في رحلتي اليومية بين المنزل والمدرسة. ولسبب لا أزال أجهله إلى اليوم كُنت مهووسة بفكتور هوجو في بداية مراهقتي. قرأت له «البؤساء» و«عمال البحر» و«أحدب نوتردام»، ثم نهلت مزيداً من الروايات العالمية (مثل «جين أير» و «الخيميائي») مع اهتمام متزايد بكتب علم النفس والاجتماع.

الكتابة:

ساعدتني القراءة في استخراج الكاتبة الكامنة في داخلي، فأشادت أستاذة التعبير بإبداعي في الكتابة، مما أدى إلى المزيد من الكتب والعديد من الزيارات إلى مكتبة جرير (فرع العليا، الرياض).

في عامي الـ 16، انتقلنا إلى الشارقة (الإمارات العربية المتحدة). كانت النُقلة صعبة ومؤلمة وكأن جذوري قد اقتلعت من أرض لا تربطني بها سوى الذكريات. نتج عن معاناتي أول قصة قصيرة أكتبها «أنا ابن أرض مشمسة» والتي حازت على الميدالية الذهبية في مسابقة تنظمها وزارة الثقافة المصرية.

استمر اهتمامي بالكتابة والأحداث المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أثناء دراستي في الجامعة الأمريكية في الشارقة، فتخرجت في عام 2013 ببكالوريوس في العلاقات الدولية وتخصصين فرعيين في دراسات الشرق الأوسط والإعلام. كما كان مكسبي من تجربتي الجامعية روايتي الأولى «مقعد في الذاكرة» والتي نشرتها في دار مقام المصرية عام 2019.

قبل تخرجي بسنة، قررت أن أجرب أنواعاً أخرى من الكتابة، فأطلقت مدونتي (روح الياسمين). ومنذ ذلك الحين، تضمنت المدونة أكثر من 70 مقال أغلبها مراجعات كتب (لكتّاب مثل: نزار قباني، جبور الدويهي، الطيب صالح، عبد الفتاح كيليطو، جوستاين غاردر، جوزيه ساراماغو، علي عزت بيجوفيتش، سعود السنعوسي، وغيرهم الكثير).

وحتى أضمن استمراري في كتابة المراجعات وتحليل الكتب والروايات، أطلقتُ هذا الموقع، ونقلتُ له أغلب المقالات وما سيأتي بعدها بإذن الله.

النشاط المجتمعي:

في سنة 2016، انضممت إلى (إقرأ – المنتدى العربي للكتب في دبي) بقيادة الدكتورة مها شاكر، وتوسعت صلتي برواد المشهد الثقافي في الإمارات. فعلى سبيل المثال ولا الحصر، منذ ذلك الحين وأنا أشارك في تقديم الفعاليات التي يعقدها (مهرجان طيران الإمارات للآداب) كما قدتُ مجموعة القرائة العربية ضمن «استوديو الأبحاث: تداخلات» بتنظيم مركز جميل للفنون.

الترجمة:

يوماً بعد يوم، أكتشف في نفسي مداخل جديدة ونوافذ أكثر. ومن المداخل التي اكتشفتها، قدرتي على الترجمة. أهّلتني تجاربي وأنشطتي  للعمل كمترجمة لصالح شركة أوليفر وايمان (Oliver Wyman) الرائدة في الاستشارات الإدارية منذ عام 2016 وحتى عام 2021. خمس سنوات مليئة بالتجارب والخبرات.

ثم انتقلت للعمل لصالح معهد توني بلير للتغيير العالمي (Tony Blair Institute for Global Change) في عام 2021، في محاولةً للجمع بين تخصصي الجامعي وتجربتي المهنية.